صلح الحديبية الجزء الثاني | معاهدة وصلح ، حكمة وحلم وتنازل :
بعد رؤيا الرسول سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وتهيؤ المسلمين لدخول مكة بعد عهد طويل ، وفزع قريش من دخول مكة من قبل المسلمين ، كما تحدثنا في المقالة الأولى أو الجزء الأول اضغط هنا لمشاهده الجزء الاول .
وبعد ارسال عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى قريش من قبل رسول الله ، وأخبارهم بأنهم لم يأتوا إلى القتال وإنما جاؤا عماراً .
وبعد اخبارهم و تبليغ قريش بما أرسله رسول الله إليهم ، دعوا عثمان بن عفان إلى الطواف بالبيت ، فأجابهم ماكنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله .
بلغ رسول الله صل الله عليه وسلم بعدها مقتل عثمان بن عفان ، فدعا المسلمون إلى البيعة ، وهو تحت الشجرة ،فبايعوه ألا يفروا ، فكانت بيعة الرضوان تحت شجرة سمر في الحديبية .
معاهدة وصلح :
بعد تكليف عروة بن مسعود الثقفي من قبل قريش لمقابلة رسول الله صل الله عليه وسلم ومعرفة ماذا يريد محمد منهم ، فلما رأى الصحابة كيف يعظمون رسول الله ويتبعونه بأي شي ء واخبار قريش بذلك .
جاء بعدها رجل من بني كنانة ، ورجل اسمه مطرز بن حفص ، واخبرا قريشا بما رأيا ، من أصحاب النبي كيف يحترمون ويعظمون محمداً .
بعثت بعدها قريش سهيل بن عمرو إلى الرسول ، فلما رآه النبي محمد صل الله عليه وسلم مقبلا قال : (أراد القوم الصلح حين بعثواهذا الرجل ) وقال اكتب بيننا وبينكم كتابا .
حكمةٌ وحلمٌ وتنازل :
دعا رسول الله علي بن أبي طالب أن يكتب فقال محمد صل الله عليه وسلم " اكتب : " بسم الله الرحمن الرحيم ".
فقال سهيل بن عمرو : أما " الرحمن " فو الله ما ندري ما هو ، ولكن اكتب : "بسمك اللهم " كما كنت تكتب سابقا ، فقال المسلمون : والله لا نكتبها ،إلا " بسم الله الرحمن الرحيم "
، فقال النبي محمد : اكتب " بسمك اللهم ".
ثم قال :اكتب : هذا ما قضى عليه محمد رسول الله ، فقال سهيل سهيل " والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ،ولا قاتلناك ، ولكن اكتب محمد بن عبد الله .
فقال النبي صل الله عليه وسلم " إني رسول الله وإن كذبتموني ، اكتب محمد بن عبدالله ".
فأمر علي بن أبي طالب بأن يمحوها ، فقال علي : لا والله لا امحوها ،فقال رسول الله صل الله عليه وسلم " أرني مكانها " فأراه مكانها ، فقام فمحاها .
صلح وامتحان :
فقال النبي صلى الله عليه وسلم " هذا ما قاضى عليه رسول الله على أن تخلو بيننا وبين البيت ، فنطوف به .
فقال سهيل : والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة ، ولكن ذلك من العام المقبل ،فكتب .
وقال ايضا سهيل : وعلى أن يأتيك منا رجل ، وأن كان على دينك إلا رددته إلينا ، فقال المسلمون : سبحان الله ! كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلماً ؟ .
اصطلح الفريقان على وضع الحرب عن الناس عشر سنين ، يأمن فيهن الناس ، ويكف بعضهم عن بعض ، وعلى أنه من أتى محمدا من قريش بغير إذن وليه ردّه إليهم ،ومن جاء قريشا ممن مع محمد لم يردوه عليه .
تعليقات
إرسال تعليق