شركة أرامكو السعودية / معلومات قد لا تعرفها عن ارامكو:
ارامكو اسم يتردد بين الفينة والأخرى بين أسواق المال والنفط ، كيف لا وهي الشركة العمالقة القادرة على خلط وخلق أزمة وأزمات عالمية في حين لحظة واحدة لأنها أغنى شركة في العالم بالنفط والأموال ، و أنجح شركة نفطية على وجه الكرة الأرضية ،مجموعة صغيرة غيرت مستقبل الطاقة في التاريخ ، من رمال الصحراء المملكة العربية السعودية إلى مليارات الدولارات $$ تسجل بإسم المملكة العربية السعودية .
أرامكو تاريخ يصنع كل يوم :
عبر موقعها الرسمي على منصات التواصل الاجتماعي تعنون الشركة العملاقة أرامكو المضي قدما بدافع الفضول العلمي،
ولطالما كان الفضول نعمة في أوقات ونقمة في أوقات أخرى إلا أن فضول المملكة العربية السعودية منحها نهراً من المال لم يتوقف وقد لا يتوقف إلى الأبد ففي ثلاثينات القرن الماضي انبثقت أول آبار النفط في إمارات الخليج وتحديداً في الدولة صغيرة الحجم وكبيرة الموارد في ذلك الوقت وهي البحرين والتي اكتشفت بمحض صدفة أنها تعيش على بحر من النفط والبترول .
ازداد بعدها فضول المملكة العربية السعودية للحصول واكتشاف النفط على أراضيها ، وحفر رمالها الصفراء بحثا على الثروات في عمق أراضيها فأبرمت الرياض أول أتفاقية لها بهدف البحث عن الذهب الأسود ، والتي تمت بين المملكة وشركة ستاندرد أيول اوف كاليفورنيا، والتي أنشأت شركة تابعة لها سميت كاسوك في إدارة اتفاقية الامتياز، وكانت الشركة أمام مهمة أشبه بالمستحيلة للعثور على النفط عليها مسح صحاري المملكة الشاسعة الأمر الذي استغرق عامين من العمل .
لتنطلق أول عملية حفر في عام 1935 ، جهد يذهب هباء منثورا، فأربع سنوات من العمل كانت نتيجتها الفشل ذريعاً ، لم ينبثق النفط ولا تظهر الآبار ، وأعتقد سكان بلاد الحرمين أن أرضهم لم تمنحهم ثرواتها لتقرر شركة سوكال في عام،1937 الاستعانة بأحد أكبر الجيولوجيين في العالم وهو المستكشف الأمريكي البارز ماكس ستينكي .
والذي بفضل خبرته الطويلة وعمله الميداني العميق منح لهم المشورة وحدد لهم المواقع التي يجب أن يستمر الحفر فيها ولم يستغرق ماكس أكثر من عام ليثبت لهم كفاءته ودقة عمله فقد ظهر الذهب الذي كانت تبحث عنه المملكة ، وذلك في منطقة الدمام حيث تم اكتشاف بئر الدمام رقم ٧ الذي قادر على إنتاج النفط بكميات تجارية وهو البئر الذي أطلق عليه الملك عبدالعزيز فيما بعد اسم بئر الخير .
وما بعد ذلك كانت كميات مربعة من النفط فقد ظهرت الآبار في مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية الأمر الذي أدى لتضخم شركة أرامكو ، وكون من اكتشف النفط كان الامريكين أسست شركة أرامكو عل أنها شركة أمريكية تعمل عل السعودية، وحملت اسم شركة الزيت العربية الأمريكية المعروفة بإختصار( ارامكو) وكانت الشركة تنتج وتكرر وتنقل النفط وتبيعه وفي النهاية جزء من الأرباح للسعودية وذلك دون أن تسجل أي أرقام لأرباح الشركة في تلك الفترة التي كانت تصل لها أو للسعودية ، قد نمت الشركة بسرعات هائلة ونجحت في عام ١٩٤٩ بإنتاج ٥٠٠ ألف برميل من النفط يوميا ، وهنا يمكن القول أن دولة جديدة ولدت داخل المملكة وهي دولة أرامكو ، فقد كان العاملون فيها جميعهم من الجنسية الأمريكية .
ولفصلهم عن المجتمع السعودي أنشأت لهم الشركة مدينة خاصة لا تسير فيها قوانين المملكة ، وتحولت على أنها مدينة أمريكية صغيرة يباع فيها الخمر علنا ويمكن للنساء ارتداء ملابس السباحة على الشواطئ سعودية ، استثناء كبير محنته الرياض للشركة لكنها في ذات الوقت كسبت منها الكثير ، فالنفط والشركة التي تستخرجه دخلت إلى بلد لا يملك كل مقومات البنى التحتية، ولنقل النفط وبيعه في الأسواق العالمية كان على أرامكو ان تتكفل بالبنى التحتية للمملكة.
لتصبح الشركة التي كان عليها استخراج النفط شركة مجبرة على فعل الكثير لنجاح مشروعها فباتت أرامكو تدشن الطرق السريعة وحتى المطارات وفي بعض الأحيان المستشفيات والمدارس ، بهدف إشغال خط السير لناقلات النفط .
خسارة في الأرواح تكبدتها المملكة :
شركة أرامكو عوضت المملكة بنهضة عمرانية ،كانت هي الخط الأول لظهور الدولة السعودية الجديدة فلا امتياز يدوم وأرباح تبقى على حالها ، إلا أن البنى التي دشمتها أرامكو بقيت تعود بالمنفعة على السعودية حتى هذا اليوم ، وفي عام ١٩٥٠ ، أنجزت الشركة خط أنابيب عبر البلاد عابرة والتي سميت تاب لاين ، والذي امتد لطول 1212كم حيث سعد الخط الأطول في العالم ربط الخط بين المنطقة الشرقية من السعودية والبحر الأبيض المتوسط وأسهم بشكل كبير في تقليل الزمن وتكلفة تصدير النفط السعودي إلى أوروبا .
في ذات الفترة كانت الشركة باشرت عمليات التنقيب في مياه الخليج العربي وفي عام ١٩٥١ اكتشفت الشركة حقل الشفانية الذي لايزال يعد لهذا اليوم أكبر حقل نفط بحري على مستوى العالم .
اكتشافات جديدة وأرباح مليارية وتطور مرعب عاشته المملكة :
دفعها للتفكير اكثر حول مصير شركة أرامكو ففي عام 1962 حققت الشركة إنجاز تاريخي إذ بلغ الإنتاج التقديرية من النفط الخام 5مليارات برميل ، وفي العام الذي سبقه قامت الشركة على معالجة غاز البترول المسال ،وذلك للمرة الأولى في معمل تكرير رأس تنورة، كما دخل الشركة في عام 1959 أول سعوديين إل مجلس الإدارة وكل تلك كانت بانتظار القرار الحاسم من المملكة ومع أواخر ستينيات القرن الماضي تصدرت الشركة مجال النفط العالمي وباتت الشركة أكثر تحقيقا للربح وفي ذات الوقت أصبحت ذات كلمة جبارة في سوق النفط ، وعلم 1973 عندما اندلعت حرب اكتوبر بين العرب والإسرائيليين وحينها هددت المملكة بقطع النفط عن أوروبا، ورغم ذلك قررت الولايات المتحدة الأمريكية دعم الكيان الإسرائيلي لتستحوذ الحكومة السعودية على ٢٥ %من شركة أرامكو الأمريكية ، وبعدها بعام وصلت حصتها إلى ٦٠% وباتت المتحكمة الوحيدة بالشركة كاملا لتطلق الشركة في العام التالي مشروع شبكة الغاز الرئيسة وهو المشروع الذي أدى زيادة أرباح الشركة بشكل سريع لتنجح الحكومة السعودية في عام 1980 بامتلاك شركة أرامكو بالكامل ، وبعد ثمانية أعوام أعلن رسميا عن إطلاق شركة الزيت العربي السعودية المعروف بإختصار ارامكو السعوديه لتحل محل الشركة القديمة بسيادة المهندس علي بن ابراهيم النعيمي.
لم تكتفي السعودية بامتلاك الشركة الواقعة أراضيها فقط فخلال تسعينيات القرن الماضي تحركت في كل اتجاه لتوسيع علاقاتها وشركاتها في مختلف أنحاء العالم لتستحوذ على ٣٥% من شركة اس اويل في كوريا الجنوبية، ثم استمرت بحملة التوسع عام ١٩٩٤ بإستحواذها عل ٤٠ % من شركة بترون كورتريشن أكبر شركة لتكرير النفط وتسويقه في الفلبين ثم دخلت السوق الأوروبية بإستحواذها على ٥٠ % من شركة التكرير اليونانية موتر أيول وعدد من الشركات التابعة لها .
عوائد مليارية وتوسع عالمي تلاه حدث لن ينساه السعوديون :
في عام ١٩٩٩ وبأيدي الملك عبدالله بن عبدالعزيز حولت المملكة صحراء الربع الخالي ، إلى صحراء الربع الذهبي ، حيث تم افتتاح حقل الشيبة الذي يعتبر من أكبر المشاريع النفطية في العالم وبعدها بعام تصدرت أرامكو من جديد وللمرة الحادية عشر على التوالي شركات النفط العالمية .
وذلك على اساس احتياطي وإنتاج النفط الخام ، كما أصبحت تستخدم التقنيات المتطورة كعامل رئيسا في اكتشاف واستخلاص النفط الخام لتدخل أرامكو عهدا جديدا مع تقنية ، حيث أنشأت أول مركز بحوث والتطوير في الظهران والتي بات بمثابة قاعدة لشبكة من مراكز أبحاث منتشرة حول العالم ، ثم توالت نجاحات الشركة في مجالات الابتكار محققة بذلك نقلة نوعية في تاريخها .
مع بداية العقد الثاني من الألفية الثانية اتسعت رقعة بشكل رهيب حتى بلغ عدد الموظفين فيها أكثر من 50 ألف موظف وموظفة ، وامتاز موظفوها عن بقية موظفي الشركات والقطاعات إذ منحتهم تأمين صحي فريد من نوعه تتعامل مع مشافي ذات تقنيات عالية داخل المملكة وفي عدة دول حول العالم .
وفي ذات الوقت زادت من محطات مكافحة الحرائق في المناطق الصناعية والسكنية التابعة لها ولقد التزمت بتقديم التعليم الغربي لجالياتها والذي يسكنون في مناطق سكنية ، وكما تضم ذات المناطق مرافق ترفيهية متنوعة مثل الغولف ودور السينما ، وملاعب البولنج ، وعلى الرغم من كونها شركة عاملة في مجال النفط إلا أنها ذات الوقت تمتلك وتدير اسطولا جوياً ليس بالقليل مكونا من سبعة عشر طائرة وإحدى وعشرين مروحية كما أن أرامكو السعودية منظمة الوحيدة في العالم التي يسمح لها بإمتلاك وتشغيل المطارات خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى أثر ذلك القرار فهي تمتلك مطارين في أمريكا ، كما أنها لديها مرافق في خمس مطارات سعودية وذلك لتسهيل نقل العاملين فيها خصوصا في الدول التي تتواجد في الشركة .
يضاف إلى ذلك أن أرامكو لم تكتف بسوق النفط فدخلت سوق الناقلات فهي تمتلك وتشغل ثاني أكبر أسطول شحن في العالم ولقد أنشأت شركة مخصصة بنقل النفط ومشتقاته تحت اسم فيلا البحرية العالمية المحدودة ،الشركة التي تدير احتياطاً نفطياً يمثل ١٥ % من النفط العالمي ، وذلك بواقع ٢٦٥ مليار برميل واحتياطياً من الغاز يصل إل ٢٨٨ تريليون قدم مكعب ، كانت جزءا من وزارة النفط السعودية منذ استحواذ عليها حتى جاء عام 2015 ليشكل مجلس أعلى لها برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان وفضلت اداريا عن وزارة النفط بهدف إعطاء المزيد من الاستقلالية أرامكو ، وضمن خططه العملاقة التى تحمل اسم رؤية السعودية 2030 ادخل الأمير الشاب ضمنها فأعلن من الرابع من يناير من عام ٢٠١٦ طرح أسهم أرامكو للاكتتاب العام وذلك لتحويل الاقتصاد السعودي القائم على النفط اقتصاداً متنوعاً وعالميا أكثر .
وقد فتح ذلك الإعلان المجال للاقتصاديين لتخمين قيمة عملاق النفط العالمي ، حيث توقع البعض أن تصل قيمة الشركة تريلوني دولار أميركي في حال طرحها في سوق الأسهم العالمية ، واليوم تبيع أرامكو أكثر من ١٠ مليون برميل يوميا وهو الرقم الذي يعادل ثلاثة أضعاف إنتاج شركة نفطية مدرجة بالبورصة العالمية هي الأمريكية اكسون بيل لتوفر بذلك 10%من النفط العالمي ولعل تلك النسبة تظهر قيمتها بأربع دقائق أنقذت العالم من أزمة نفط طاحنة ، وفي ١٤ من سبتمبر عام 2019 استهدفت جماعة الحوثيين معملين تابعين لشركة أرامكو لتؤدي الهجمات إلى قفزة بأسعار النفط حول العالم .
مع حرائق وأضرار تعالت في المنشآتين الأمر الذي أدى لخفض إنتاج النفط الخام إلى النصف إذ اوقفت الضربات إنتاج ٥،٧ مليون برميل يومياً وهو ما يمثل خمسة بالمئة من الإمدادات العالمية إلا أن خبرت وكفاءة أرامكو أثبتت قدرتها على تخطي الظروف الاستثنائية فخلال ٤ دقائق نجحت الشركة في إطفاء الحرائق بشكل كامل وبعد ٤٨ من الهجوم نجحت في إعادة تشغيل خطوط الإنتاج وفي أقل من أسبوعين عادت الطاقة الإنتاجية القسوة لأرامكو العمل لتثبت أرامكو تربعها عل عرش الذهب الأسود .
تنتشر مكاتب أرامكو اليوم انطلاقا من ظهران في السعودية ومنها إلى بكين ونيودلهي وسنغافورة ونيويورك ويضاف إليها العديد من المكاتب في المدن العالمية على رأسها لندن لتتحكم في أسعار النفط بالعالم وتسعى دول عملاقة لإرضائها وعلى مدار ٨٠ عام من تأسيسها ساعدت الشركة السعودية العملاقة العديد من الدول على التطور والازدهار كما أسهمت بشكل كبير في دعم الاقتصاد العالمي .
ويبقى لها الفضل بتحسين البنية التحتية للمناطق السعودية ولا ينس تأثيرها الإيجابي والدعم المادي لآلاف الأسر العربية، ولقد خلقت آلاف فرص العمل للعديد من الشباب من مختلف دول العالم ، واليوم منذ انتقال العالم من الواقع إلى العالم الافتراضي والتقنيات المرعبة وسطوة الشركات التكنولوجيا الكبرى مثل آبل ومايكروسوفت والفابت على صدارة الشركات الربحية في العالم تبقى أرامكو السعودية شركة الأكثر ربحية في العالم ، وعلى أنها شركة لا يمكن تعويضها بسهولة كما هو حال شركات التكنولوجيا ويضاف إلى ذلك أنها توسع يوما بعد يوم استثماراتها في مجال الطاقة والتقنية وغيرها لتوفر سيولة لا متناهية في عدة مجالات وتحمي بذلك مكانتها العالمية في قطاع النفط وعلى ميزان قوة الشركات العالمية .
توضع أرامكو المملكة في كفة وكل شركات النفط الآخرى حول العالم في كفة أخرى ومع ذلك تغلبهم شركة أرامكو في الأرباح والإنتاج لتكون بذلك ملكة في وسط مملكة العرب وتمنح السعوديين دون منازع لقب ملوك البترول والثروة النفطية .
تعليقات
إرسال تعليق