متى كانت ليلة الإسراء والمعراج / وماهي معانيها:
ليلة الإسراء والمعراج :
أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ومنه إلى ما شاء الله من القرب والدنوِّ ، والسير في السماوات ، ومشاهدة الآيات ، والاجتماع مع الأنبياء '
(" ما زاغ البصر وما طغى ١٧ لقد رأى من آيات ربه الكبرى ") .
فكانت ضيافة كريمة من الله ، وتسلية وجبراً للخاطر ، وتعويضاً عما لقيه في الطائف من الذلة والهوان ، والجلاء والنكران.
متى كانت ليلة الإسراء والمعراج :
ذكرت روايات كثيرة عن وقوع وحدوث ليلة الأسراء والمعراج ، روى البيهقي عن ابن شهاب الزهري أن الإسراء كان في السنة التي قبل الهجرة ، وروى الحاكم أن الإسراء أن الإسراء كان قبل الهجرة لستة عشر شهرا ، واختلفت الأقوال والروايات في الشهر الذي أسري به النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
قيل : في ذي القعدة ، وقيل : في ربيع الأول ، وقيل : غير ذلك ، والمشهور أن الإسراء كان في الليلة السابعة والعشرين من شهر رجب ، وقد اتفقوا على أنها كانت يعد ذهاب النبي إلى الطائف .
ما هي معاني الإسراء والمعراج :
لم يكن الإسراء والمعراج مجرد حادث بسيط ، رأى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات الكبرى ، وتجلى به ملكوت السماوات والأرض مشاهدة وعياناً - بل زيادة إلى ذلك - اشتملت هذه الرحلة النبوية الغيبية على معانٍ عميقة دقيقة كثيرة ، وإشارات حكيمة بعيدة المدى .
فقد ضمت قصة الإسراء وأعلنت السورتان الكريمتان اللتان نزلتا في شأنه ، وتسمى سورة (الإسراء) وسورة ( النجم ) أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو نبي القبلتين وإمام المشرقين والمغربين ، ووارث الأنبياء قبله ، وإمام الأجيال بعده ، فقد التقت في شخصه وفي إسرائه مكة بالقدس ، والبيت الحرام بالمسجد الأقصى ، وصلى الأنبياء خلفه ، فكان هذا إيذاناً بعموم رسالته ، وخلود إمامته ، وإنسانية تعاليمه ، وصلاحيتها لاختلاف المكان والزمان .
وأفادت هذه السورة الكريمة تعيين شخصية النبي صلى الله عليه وسلم ، ووصف إمامته وقيادته ، وتحديد مكانة الأمة التي بعث فيها ، وآمنت به ، وبيان رسالتها ودورها الذي ستمثله في العالم ، ومن بين الشعوب والأمم .
وجاء الإسراء خطأ فاصلاً بين الناحية المحلية المؤقتة الضيقة ، وبين الشخصية النبوية الخالدة العالمية ، فإن كان الرسول زعيم أمة أو قائد إقليم أو منقذ عنصر أو مؤسس مجد ، لم يكن في حاجة الإسراء والمعراج ، ولم يكن في حاجة إلى سياحة في عالم الملكوت ، ولم يكن في حاجة إلى أن تتصل بسببه الأرض بالسماء اتصالاً جديداً .
وجاء الإسراء معلنا أن محمد هو من جماعة الأنبياء والرسل ، الذين يحملون رسالات السماء إلى الأرض ، ويحملون رسالات الخالق إلى الخلق ، وتسعد بهم الإنسانية على اختلاف شعوبها وطبقاتها وعهودها وأجيالها .
تعليقات
إرسال تعليق